الخوف من الشعر! - هالة عماد
الخوف من الشعر

الخوف من الشعر!

الخوف من الشعر (الشعر فن إنساني نتحدث فيه عن ذواتنا وحياتنا، لذا يبقى الشعر الأكثر قراءة هو الذي ينعم بالحميمية ويلمس أرواحنا)

ديان واكوسكي

شاعرة أمريكية 

كان أكثر المشاهد دهشة وتوترا حين طلبت منهن كتابة الشعر 

رفضت إحداهن بشدة وتململت واحدة والثالثة ابتسمت ابتسامة متوترة 

حدث ذلك في ورشة للتداوي قدمتها منذ عام تقريبا وحضرتها ثلاث نساء كل منهن تنتمي لجيل مختلف ولثقافة مختلفة

كان إعلان الورشة واضحا أن الهدف من الورشة ليس الكتابة الإبداعية وأن فكرة الكتابة التعبيرية التي تهدف إليها الورشة تعتمد عل إخراج مكنون النفس ومايدور بداخلها من صخب

ومع ذلك وجدت إنكارا شديدا حين تحولنا من النثر إلى الشعر!

اكتشفت بمرور الوقت أن الشعر يقلق البعض دون مبرر واضح.

التداوي بالشعر هو نوع فريد من العلاج النفسي يقع تحت الشق العلاجي والذي يندرج تحت قسم الكتابة التعبيرية كنوع من الفنون التي تهدف لجمع نصفي الدماغ في عملية الإبداع والتفكير، وخلق حالة إستثنائية من الوعي والإدراك.

وفيه يتم إستخدام القصائد المقروءة والمكتوبة والتي يتم إختيارها بعناية من المعالج النفسي أو من الشاعر المتعاون معه في عملية التداوي، وعادة ما يتم ذلك في مجموعات علاجية داخل المستشفيات أو المؤسسات التي تمارس الطب النفسي العلاجي.

حين بدأت في البحث والقراءة عن التداوي بالكتابة والشعر لاحظت نسبة الأمر في البداية إلى قدماء المصريين، ليس فقط من خلال التدوين لمحافلهم ولا حكاياتهم الساحرة ولكن أيضا من خلال إتجاههم لعلاج المرضي بمنقوع الكلمات، فكان الكهنة يكتبون رموزا على أوراق البردي ويطلبون من المريض نقع الورقة في ماء من النيل طوال الليل ثم في الصبح يعمد إلى الاستحمام بذلك الماء في الصباح.

ثم جاء سورانوس الطبيب الروماني الذي كان يكتب بدلا من الوصفات الطبية مقاطع من الشعر ليقرأها المرضى للتعافي.

كما ذكر في أحد الكتب أن أرسطو في كتابه: الشعر تحدث عن كون الشعر وسيلة للتطهر والتخلص من الآلام والحزن!

أما عن فرويد فقد قال: الشعر والأحلام وجهان لعملة واحدة من خلال إعلاء كليهما للرمزية، وبينما يظل الحلم منقوصا من لسان قائله لأنه يخشى البوح أو لا يتذكر، يظل الشعر أفضل ما يمكن منحه من مريض لمعالج كوحدة كاملة الأركان لما يشعر به ويعانيه!

عام 1700 في بنسلفانيا بدأت إحدي المستشفيات في تطبيق بعض نشاطات القراءة والكتابة لمعالجة المرضى النفسيين بصفة عامة!

في عام 1928 إيلي جرافير الصيدلي والمحامي والشاعر أشاع أن للشعر تأثير علاجي واهتم بحضور مجموعات علاجية مع المعالجين النفسيين كان يدعوها 

مجموعات الشعر العلاجي poem therapy group 

وفي عام 1960 إهتم د بنجامين راش بعمل لوحة كبيرة في المستشفى الذي يعمل به وكان ينشر بها ما يكتبه مرضاه من نثر او شعر!

أما في الوقت الحالي فهناك العديد من المستشفيات بالخارج تهتم باستخدام الفنون بصفة عامة في تحسين الحالة المزاجية للمرضى وجعلهم يشاركون مشاعرهم وآلامهم في مجموعات العلاج الجماعي من خلال الرسم والرقص والكتابة وغيرها من الفنون!

وهل يصلح الجميع لكتابة الشعر؟؟؟

في كتابه: إيجاد ما لم تفقد finding what you didn’t lose

يقول الشاعر جون فوكس: 

أن الغاية من كتابة الشعر هنا ليست جعلك شاعرا مشهورا ولكن الغاية هي الاكتشاف والمتعة!

ولماذا الشعر؟

لأن الصورة تنقلك وفقا لما رأيت داخلك لعالم يخصك وحدك 

لأن الموسيقا تتغلل في طبقات أعمق من روحك 

لأن الرمزية تختبر تأويلك 

لأن الكلمة المقروءة تشير إلى معنى خاص عندك

ولأن الذاتية تمسك بقبس من القلق والحيرة توحي بما يعتمل في نفسك!

وهذا إن قرأت 

فكيف إذا كتبت الشعر!

تعرفوا علي كتاب اكتبي سعادتك 

1 فكرة عن “الخوف من الشعر!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top