أصحاب ولا…ورقة توت!!
أصحاب ولا…ورقة توت
الأفلام المنحوتة!!
أصحاب ولا أعز ! فيلم أثار حفيظة النساء والرجال على السواء،
وسط مجتمع يميل للحفاظ على سرية المشاعر والعلاقات الحميمية، والخيانة المبررة، والهوية الجنسية!
ما الذي يمكنك ان تتقبله حقا في شخص تعرفه؟
وما الذي يصعب عليك التغاضي عنه والتغافل وتعتبره نقطة فاصلة في تاريخ علاقتك بشخص ما؟
وهل يختلف الأمر وفقا لأهمية ودور الشخص في حياتك فماذا لو كان هذا الشخص هو صديق أو زوج أو عشيق؟!
سرقة غير مبررة!!
أصحاب ولا اعز ليس فيلما عربيا أصيلا ولكنه مسروق فكرة وموضوعا ونصا ومواقف وكل ما يمكنك أن تضعه تحت كلمة سرقة فنية وليس اقتباس من فيلم فرنسي اسمه (le jeu) ورقة التوت -والذي أظن كان عليه اقتباسه أو سرقته أيضا- والغريب أنه متاح أيضا على نيتفليكس والأغرب بالنسبة لي أني شاهدت الفيلم منذ عام تقريبا ورأيت أنه صادم وقوي ويستخق المناقشة ولمني خشيت إثارة مناقشة كتلك على صفحاتي الإجتماعية!!
ثم صدمت بمناقشته وسط مجتمع كامل ينظر للغرائب في الفيلم ويعمى عن إدراك أن كثير من الأمور حقا تختفي خلف مظهرنا، وكثير من الأسرارتفيها أنفسنا أو هواتفنا!!!
البداية!
البداية تضعك في الصورة مع الأبطال الذين يستعدون لعشاء صداقة على شرف انضمام عضوة جديدة لدائرتهم، وهي رفيقة صديقهم القديم الأعزب الوحيد بينهم
تعرف من المشاهد الولى المشاكل التي يواجهها بعضهم او تطمئن إلى أنك تعرف شيئا ما!
هذا الشيء الذي ستدرك كلما سرنا في الأحداث انه واه ومضلل وليسا حقيقيا على الإطلاق، وسط تصريحات إخبارية ان الليلة يحدث خسوف كامل للقمر ما يتسبب في أحداث غريبة!!
اللعبة!
تقترح المضيفة للعشاء للعب لعبة لطيفة ظاهريا، فاضحة جوهريا
لعبة من شأنها خلع ما تستر بيه أسرارك ونفسك الهشة والتعري أمام الجميع
وكان على البعض القبول على مضض خوفا من إثارة الشكوك والشبهات، وكان البعض حقا نظيفا ولا يهتم بما سيكتشفه اللعب مجردا من الحيل!!
بدأ الأمر من الخيانة، صديقتهم التي لم تحضر الحفل لأنها اكتشفت خيانة زوجها
من رسالة على الهاتف!
هل كان يجب ان يكون حذرا؟
أم هو شخص أجرم في حق عائلته!
الجدل ذهب بنا لإقتراح اللعبة…..
الهواتف!!
هل هي نقمة أم نعمة؟!
ما الذي يحدث على هاتفك في غفلة من الآخرين، هل البصمة وكلمة السر لحمايتك من المتطفلين؟ ام لحماية ما تخشى أن يراه المقربون؟
ترك الهواتف على الطاولة طوال الليل
ردك من مكبر الصوت على كل من يحدثك
قراءة رسائلك بصوت مرتفع
وردك عليها امام الجميع
إنها لعبة حبار أخري تفضحك الغرائز الانسانية وتبعث على التوتر والقلق!!
أو تعبر عن النهاية
التمادي!!
كلما مر جزء من الليل وقع رداء جديد عن عورة سترها الله
كل البشر بلا استثناء لديهم شيء او أكثر لم يخبروا مخلوق عنه
شيء يشعرك بالخزي أو العار أو الريبة والقلق من حكم الآخرين عليك
ذنب أو إثم أو ظلم أو ضغينة أو سر مجرد سر تبقيه دفينا داخل روحك حتى تفارقك!
الرفض كان سيثير الشك لكنه سيحافظ على علاقات متوترة ستنقطع مع رنين الهاتف او صوت رسالة أو ايميل!
تمادى الأصدقاء حتى سقطت الستائر
وتمادوا حتى سقطت ورقة التوت الأخيرة !!
تقطعت أواصر الود وتكسرت الأطر المنمقة واختفت الابتسامات، وصار البكاء والعويل هو سيد الموقف!!
أصحاب ولا أعز النهاية
ليست النهاية!
للقمر رأي آخر كما أن له وجه آخر!!
وجه مظلم بدا بالخسوف، بإزالة الهالة المصطنعة، والظهور حقيقيا!
النهاية نهايتين وعليك أن تختار بينهما أو ترضى بإحداهما
أو تتقبل أن هذا رأي المخرج والمؤلف وكاتب السيناريو وورقة التوت الفرنسية!!
ورقة التوت حافظت على مكانها وعادت الأمور لطبيعتها الواهية والهشة والمضيئة بظل الشمس!!
رحل الضيوف بما يسترهم ليكملوا جولة أخرى في الحياة حتى تسقط الورقة أو لا تسقط!!