( في كل قصيدة جديدة الشاعر يمهد طريقا بين اللغة التي يتحدثها قلبه وبين نظرة جديدة للحياة) مايا أنجلو
فما الصعوبة في كتابة الشعر؟ ولم نخص به الشعراء؟ وهل يمكن لأي إنسان أن يكتب الشعر في يوم ما؟
الصعوبة تتمثل في ثلاثة أشياء: اولا الخوف من التعبير عما يجول بالنفس، ثانيا القلق من اللغة وقواعدها، ثم يأتي ثالثا اختبار النقد!
ربما تتمثل نصف مشاكل الإنسانية في تلك المعضلات الثلاث التي تعيق تدفقنا في الحياة،لا في كتابة الشعر فقط، فمن خلال ورش التداوي بالكتابة والشعر التي قمت بعملها سابقا، أو حتي في جلسات التداوي بالكتابة الخاصة التي أقدمها للنساء على إختلاف اعمارهن أو المشاكل المحركة لمشاعرهن وأفكارهن، أجد دائما للأمر علاقة بالمعضلات الثلاث!
فهي كامراة عادة ما تعاني من خوف شديد يمنعها التعبير عن مشاعرها، مهما كانت إيجابية او سلبية، من الحب والجمال والامل والحلم حتى الغيظ والغضب والقلق والألم، والخوف نبتة صغيرة تتغذى على أرواحنا نحن النساء، فتكبر يوما بعد يوم، بينا تبقى بداخلنا تلك المشاعر القوية والمهملة في ركن مظلم من القلب، والتي لن تظل عاجزة عن الظهور طويلا، في يوم ما تنتحي بجزء من الجسد تقتله ألما، فتتحول تلك الكلمات المختزنة بداخلنا لألم عضوي لا تجدي معه وصفات الأطباء!
اللغة ترعب البعض، القواعد تشكل رهابا لا يمكن مواجهته، تظل الصفحة بيضاء فترة طويلة حتى بعد أن أخبرها أنه لا قواعد هناك، وأنها فقط ستكتب كل ما يجول بخاطرها الآن، بم تشعر، ماذا يغضبها، كيف حالها،
تظل بلا حراك قلقا من اللغة، حسنا ماذا عن اللهجة التي تجيدين؟؟
أكتبي بالعامية، أكتبي بلغة أخرى أو أرسمي حروفا لا تعني شيئا سوى لك وحدك!
التحرر من فكرة أن للغة قواعد، وأنها لا تلم بها وتخشى الوقوع في خطأ جسيم، هل لذلك علاقة بمدرسي اللغة العربية؟ بدرس لم تعيه، وقاعدة لم تفهمها، وموضوع تعبير فشلت في كتابته؟!
لكي تعاني من رهاب شديد حين أطلب منها برفق فقط أن تكتب.
وتصل لمرحلة تدفق الشعر
تعرف على جلسات التداوي بالكتابة والشعر اونلاين
النقد معضلة أخرى تواجهنا باستمرار، سيكون ما أكتب سيئا، سيكون ركيكا، سيزعج البعض، سيؤلم شخصا أحبه، نخشى دائما من رأي الآخرين في الكلمات المنسدلة على ورقة بيضاء، يظل هاجسنا الأكبر ماذا سيقول من يقرأ؟!
فيكون ردي بابتسامة ولم يقرأ غيرك ما تكتبين عنك؟
إن الهدف الأول للكتابة هنا والآن أن تقرأي أنتِ، أنتِ فقط!
تمثل البداية في الورش أو الجلسات شرحا تفصيليا لمعنى الكتابة التعبيرية، نثرا كانت انم شعرا، وكونها أداة لمساعدتنا على فهم أنفسنا وإدراك احتياجاتنا، والتعافي من جروحنا القديمة، والخروج من حالة ما بعد الصدمة، الايضاح أننا نهتم هنا بالكتابة عن أنفسنا لأنفسنا، لا نهتم بالقواعد ولا باللغة الصحيحة، لا يهمنا علامات الترقيم، ولا النحو والصرف، ولا حتى الأخطاء الإملائية، وبالرغم من ذلك تظل تلك الأفكار والمعتقدات عن اللغة والمشاعر والنقد تعيق تدفق الكلمات من داخل البعض، ويأخذ المزيد من الوقت ليطمئن، ويترك القلم دون سيطرة من عقله ليقول شيئا عجز اللسان عن قوله أو التعبير عنه!
Pingback: للحب روايات أخرى - هالة عماد قصة قصيرة عن الحب والفراق والأمنيات